وهذه الحقيقة تظهر أمام أعيننا كل يوم، بلا كلل. يمكننا أن نميز الفرق في الجمال بين خليقة الله، التي يسميها البعض الطبيعة الأم، وبين إبداعات الإنسان. فالإنسان قادر على بناء البيوت والسيارات وغيرها من الهياكل، وإنتاج أعمال مقبولة ومشرفة. ومع ذلك، لا يمكن مقارنة هذه الأشياء بما خلقه الله.
الجمال البصري هو مظهر واضح لمحبة الله للجماليات. كان بإمكانه أن ينسق الألوان والظلال والأشكال بشكل مختلف، وربما يخلق عالمًا أكثر فوضوية وأقل ألوانًا. ومع ذلك، فقد صنع عالمه بعناية، وهو أمام أعيننا دائمًا. إن مجرد السفر يسمح لنا بالتأمل في روعة خلقه والتنوع اللامتناهي في عالمه. تشهد المناظر الطبيعية بجبالها الشامخة وغاباتها الخضراء ومحيطاتها الواسعة والغامضة على العظمة الإلهية. الدورات الطبيعية، مثل شروق الشمس وغروبها، وتغير الفصول، هي سيمفونيات بصرية تذكرنا بالكمال.
لكن الجمال لا يقتصر على الجانب البصري. وهناك أيضًا جمال الأفعال. الأفعال لها جمالها أو قبحها. أعمال الله هي التجسيد النهائي للجمال. وهي تظهر يوميًا من خلال أعمال الكرم والاستماع والاهتمام والتسامح والدعم والحماية والعطاء الذي لا نهاية له. هذا هو الجمال الأبدي الذي يظهره الله باستمرار، من خلال ما نراه بأعيننا ونشعر به بقلوبنا.
يتم التعبير عن جمال الإنسان من خلال تفاعلاتنا وسلوكياتنا. عندما نتصرف بالرحمة والحب والاحترام، فإننا نعكس الجمال الإلهي. إن أعمال الخير، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، تساهم في تجميل عالمنا. إن مساعدة شخص محتاج، والاستماع بانتباه، وتقديم الدعم المتفاني، كلها طرق للمشاركة في الجمال الإلهي.
هذا الجمال المنتشر في كل مكان واللانهائي هو شهادة على محبة الله للخليقة وتذكير دائم بحضوره الخير في حياتنا. إنه يشجعنا على البحث عن الجمال ليس فقط في العالم من حولنا ولكن أيضًا في أفعالنا وتفاعلاتنا، مما يعكس انسجام وروعة العمل الإلهي. فمن خلال زرع الجمال في حياتنا، نكرم خلق الله ونقترب منه.
وهكذا، سواء لاحظنا عظمة السماء المرصعة بالنجوم أو شعرنا بدفء فعل اللطف، فإننا دائمًا محاطون بالجمال الإلهي. يلهمنا هذا الجمال للعيش بوعي أكبر، وتقدير عجائب الطبيعة، والسعي من أجل عالم أكثر تناغمًا وعدالة. إن إدراك الجمال الإلهي في كل جانب من جوانب وجودنا يغذي روحنا ويقوي إيماننا.
كل الثناء يذهب إلى الأجمل. 🤍